خطة التنمية الخمسية العاشرة
112 تعـد مسـألة إيجـاد شـراكة فاعلـة وحـوار حقيقـي بيـن أطـراف الشـراكة المجتمعيـة والحـوار الاجتماعـي: الإنتـاج والهيـكل الثلاثـي أمـرًا فـي غايـة الأهميـة، انطلاقًـا مـن الـدور المحـوري لـكل طـرف، وعدّهـم شـبكة متصلـة ترتبـط وتؤثـر ببعضهـا البعـض. إن إيجـاد تـوازن بيـن الرغبـة فـي النمـو وتوفيـر الحمايـة الاجتماعيـة محرك أساسـي للتنميـة الاقتصاديـة والاجتماعيـة. وتؤكـد الأحـداث الاقتصاديـة الأخيـرة، مـع جسـامة التحـدي الـذي تبديــه، أن الحاجــة للعمــل الجماعــي غــدت أكثــر إلحاحًــا مــن أي وقــت، كمــا تعــد فرصــة لمزيــد مــن الحــوار والتوافـق بغيـة الوصـول إلـى أهـداف موحـدة وأرضيـة مشـتركة تسـمح بتحسـين منـاخ العلاقـات وتسـاهم بالإسـراع فـي الانتعـاش الاقتصـادي ورفـع مسـتوى الإنتاجيـة. عليـه، تـم انتهـاج أسـس الشـراكة فـي هـذه الخطـة لتحقيـق توافـق بيـن المبـادرات المقترحـة بمـا يمكـن مـن المضـي قدمًـا لتبنـي خارطـة طريـق تـؤدي إلـى تحقيـق الأهـداف المشـتركة. رؤيـة بعيـدة المـدى تستشـرف المسـتقبل، لذلـك فإنـه مـن 2040 تعـد رؤيـة عمـان اتجاهـات العمـل الحديثـة: الأهميـة بمـكان إدراك طبيعـة العمـل بالمسـتقبل. إذ تشـير الأبحـاث إلـى أن أنمـاط العمـل بالمسـتقبل تتطلـب تعديـل التشـريعات لتسـمح بالعمـل عـن بعـد، والعمل المـرن، والعمل الجزئـي ونمو اقتصـاد الأعمال المسـتقلة، ومـا يترتـب علـى ذلـك مـن مهـارات حديثـة، وتعزيـز ثقافـة العمـل الحـر، وريـادة الأعمـال واسـتخدامات التقنيـة السـحابية وغيرهـا مـن الوسـائل الحديثـة. منــذ بدايــة عصــر الثــورات الصناعيــة، تمثــل التكنولوجيــا تيــارًا جارفًــا، ونقطــة الأتمتــة ومســتقبل الوظائــف: تحـول كبيـرة تـؤدي دورًا مهمًـا فـي تغييـر طبيعـة العمـل والوظائـف. وتشـير دراسـة قامـت بهـا إحـدى دور %45 الاستشـارات علـىمجموعـة مـن الـدول بالمنطقـة وصـدرت قبـل سـنوات، إلـى أنـه بالإمـكان أتمتـة نحـو %، ويتطلـب العمـل فـي عصـر 50 مـن الوظائـف، وهـو مـا يقتـرب مـن المتوسـط العالمـي الـذي يصـل إلـى الأتمتـة الجديـد تعاونًـا دوليًـا وعلاقـات عمـل أكثـر تقدمًـا بيـن أطـراف الإنتـاج لصياغـة معاييـر مشـتركة، بمـا يضمـن المنافسـة الدوليـة وتهيئـة الظـروف المناسـبة لتنسـيق الخطـط والمبـادرات، كمـا يحتـاج إلـى تنسـيق الجهــود لتفــادي أي تأثيــرات محتملــة للعصــر الرقمــي علــى الوظائــف، مــع الســعي الحثيــث لتوليــد فــرص عمـل أكبـر علـى المسـتوى المحلـي وزي ـادة الإنتاجيـة. وقـد توصلـت دراسـة قـام بهـا البنـك الدولـي قبـل سـنوات إلـى أن تأثيـر التكنولوجيـا علـى الوظائـف يمكـن أن يأتـي علـى أوجـه متعـددة ومختلفـة؛ ففـي بعض القطاعـات والمهـن يمكـن أن تحـل الأجهـزة الآليـة والـذكاء الاصطناعـي محـل العمالـة، خاصـة بالمهـن ذات المهـارة المحـدودة والتـي تعـد السـمة الأبـرز للوظائـف التـي يشـغلها وافـدون بالسـلطنة، مع كـون العمانيين أكثـر اسـتعدادًا لعصـر الأتمتـة مـن العمالـة غيـر المؤهلـة، الأمـر الـذي يمكـن أن يشـكل فرصـة جيـدة للحـ ل، وفـي قطاعـات أخـرى، يمكـن أن تعمـل التكنولوجيـا كمحـرك للنتاجيـة والنمـو الاقتصـادي، إذ تشـير بعـض الدراسـات الحديثـة والتجـارب التاريخيـة إلـى أن التقنيـة يمكـن أن تسـاهم فـي تعزيـز نمـو الإنتاجية علـى المدى %، وبذلـك تعـد سـانحة وفرصـة ثمينـة لتحقيـق أحـد أهـم 2,2 و 0.3 المتوسـط والطويـل بنسـبة تتـراوح بيـن مؤشـرات أولويـة سـوق العمـل والتشـغيل والمتعلقـة برفـع الإنتاجيـة. وفـي قطاعـات أخـرى يمكـن أن تعمـل التكنولوجيـا علـى توليـد فـرص عمـل جديـدة مـن خـ ل زيـادة الطلـب علـى خدمـات وسـلع جديـدة.
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy OTE0MA==